منتدى الطريقة الرحمانية الخلواتية

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقالات, أسئلة, استفسارات, مواضيع مختلفة في التصوف الاسلامي


    شرح خصال التصوف

    وحيد سكيكدى
    وحيد سكيكدى


    المساهمات : 35
    تاريخ التسجيل : 06/12/2012
    العمر : 48

    شرح خصال التصوف Empty شرح خصال التصوف

    مُساهمة  وحيد سكيكدى الثلاثاء نوفمبر 03, 2015 2:02 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم



    جاء في كتاب فتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه في المقالة الخامسة والسبعون: التصوف ليس أخذ عن القيل والقال ولكن أخذ عن الجوع وقطع المألوفات والمستحسنات, ولا تبدأ الفقير بالعلم وابدأه بالرفق فإن العلم يوحشه والرفق يؤنسه والتصوف مبّنيٌ على ثمان خصال :

    1. السخاء: لسيدنا إبراهيم عليه السلام .

    2. والرضا: لإسحاق عليه السلام .

    3. والصبر: لأيوب علية السلام .

    4. والإشارة: لزكريا عليه السلام .

    5. والغربة: ليحيى عليه السلام .

    6. ولبس الصوف: لموسى عليه السلام .

    7. والسياحة: لعيسى عليه السلام .

    8. والفقر: لسيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين وآل كلٍ وصحب كلٍ وسلم

    السخاء: وهو لسيدنا إبراهيم عليه السلام

    عن عمر رضي الله عنه قال: (( إن الله بعث جبريل عليه السلام إلى إبراهيم عليه السلام: إني لم أتخذك خليلاً على أنك عبد من عبادي، ولكن اطلعت على قلوب المؤمنين فلم أجد قلباً أسخى من قلبك )) ([1]).

    أصل كلمة السخاء من سخا من السَّخاوة، والسَّخاءُ: هو الجُودُ. والسَّخِيُّ: هو الجَوَادُ، والجمع أسْخِياء وسُخَواءُ؛ وامرأَة سَخيَّة من نِسْوة سَخِيّاتٍ وسَخايا. وجاء في تحفة الأحوذي للمباركفوري السخاء:وهو إعطاء ما ينبغي لمن ينبغي، وبذلك ما يقتنى بغير عوض، وهو من جملة محاسن الأخلاق بل هو من أعظمها،وهو خلاف البخل.

    وجاء في فيض القدير قال ابن العربي السخاء: وهو لين النفس بالعطاء وسعة القلب للمواساة.

    وروى الهندي في كنز العمال عن علي رضي الله عنه: قيل له ما السخاء؟ فقال: ما كان منه ابتداء فأما ما كان عن مسألة فحياء وتكرم.

    وقال رسول الله r: (( السخاء خلق الله الأعظم )) ([2]).

    وقال رسول الله r: (( السخاء شجرة من أشجار الجنة، أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة. والبخل شجرة من أشجار النار، أغصانها متدليات في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار )) ([3]).

    وقال رسول الله r: (( إن الله استخلص هذا الدين لنفسه فلا يصلح لدينكم إلا السخاء وحسن الخلق ألا فزينوا دينكم بهما )) ([4]). فالسخاء السماح بالمال، وحسن الخلق السماح بالنفس، فمن سمح بهما أصغت إليه القلوب ومالت إليه النفوس وتلقت ما يبلغه عن اللّه.

    وقال رسول الله r: (( ما جبل ولي الله إلا على السخاء وحسن الخلق)) ([5]).‏

    وقال رسول الله r: (( السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار، ولجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل )) ([6]).‏

    أخي السالك: من خلال ما مر من أحاديث وآثار عن السخاء، عرفنا ما هي مرتبة السخاء في الدين الإسلامي، فهو من أعظم الخلق وهو من صفات الله عز وجل، وهو من صفات النبي r وهو من أخلاق الأولياء والصالحين والعارفين بالله، فإن أردت أن تكون من جملتهم فلا بد لك أن تتحلى بهذا الخلق العظيم الذي يرتقي بك إلى أعلى المقامات، ويرفعك إلى أعلى الدرجات، فعليك به ولا تتركه أبداً ولتكن أنت ونفسك وما تملك لله، ليس لك من الأمر شيء، إن الأمر كله لله رب العالمين.

    والسخاء هو خصلة أساسية من الخصال التي بني عليها التصوف، ولا تصوف بدون سخاء ولا يصلح أن يكون المسلم متصوفاً وبخيلاً، بل لا بد أن يكون سخياً جواداً كريماً، ما بيده ليس في قلبه، وهكذا حال السابقين من الأولياء والصالحين.

    تنبيه: سخاء العوام سخاء النفس ببذل الموجود، وسخاء الخواص سخاء النفس عن كل موجود ومفقود، غني بالواحد المعبود، فلما سخي بالأشياء وعنها اعتماداً على مولاه اكتنفه فمتى عثر في مهلكة تولاه.

    وقد قال الإمام الشعراني وهو أحد كبار أعلام التصوف في كتاب العهود المحمدية: (( أخذ علينا العهد العام من رسول الله r: أن نرغِّب إخواننا في الجود والسخاء، ونكون أول فاعل لذلك، لا سيما في شهر رمضان، وهذا العهد قد قل العمل به في غالب الناس حتى العلماء ومشايخ الزوايا، فاكتفوا بالتوسعة على أنفسهم في المطاعم والملابس والنكاح للمخدرات والسراري الحسان.وقد سمعت سيدي علياً الخواص رحمه الله يقول: من أراد أن يظهر بالمشيخة في هذا الزمان فليكن أول عامل بجميع ما يدعو إليه، وإلا فهو فتنة على العباد، فلا أتعب قلباً ولا بدناً ولا أضيق معيشةً من الفقراء الصادقين أبدا. وسمعته يقول: ليس السخي من ينفق ماله فيما نهاه الله عنه، وإنما السخي من ينفق ماله في مرضاة الله )).

    ولو رجعت إلى سيرة الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه الذي وضع هذه الخصال لتأسيس علم التصوف لرأيت العجب العجاب فقد كان آية بالسخاء فقد عاش حياته كلها في سبيل الله كان يجود بما يملك من مال للفقراء والمساكين وكان يطعم الطعام وينفق على المحتاجين في كل وقت وحين وكان يصنع الموائد الكبار ويجمع عليها الفقراء والمساكين وكان يجلس معهم وداره ومدرسته مفتوحة ليلاً ونهاراً لمن يقصدها من عابري السبيل وما بات ليلة وفي بيته درهم أو دينار، وقد جاءه أحد تلاميذه وقد رآه في المنام ويده فيها فتحة في راحتها فسأله عن هذه الرؤية فقال له يا بني والله ما نمت ليلة وفي بيتي درهم أو دينار . فكلما يأتيه من رزق لا يبيت حتى ينفقه في سبيل الله.

    وهذا كان حال المصطفى r كان أجود من الريح المرسلة يجود بكل ما يملك وكان يستدين لينفق في سبيل الله تعالى وكذلك الصحابة الكرام رضوان الله عليهم. وكان الصالحون العارفون رضي الله تعالى عنهم يجودون بكل وقتهم وبكل جهدهم في خدمة هذا الدين والدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي تعلم العلم وتعليمه وإذا جن الليل عليهم جادوا بأنفسهم وجوارحهم وجعلوها بين يدي ربهم تقوم وتقرأ وتذكر فكانت حياتهم كلها لله فإن وفقك الله واتبعت منهج التصوف فكن كما كان أولئك الرجال العظماء، وإلا فلن تستطيع أن تتحقق بحقيقة التصوف .



    الرضا: وهو لسيدنا إسحاق عليه السلام

    الرضا يقال: رضي يرضى رضا ومرضاة. والرضا هو القبول والتسليم مع الفرح، وهو ضد السخط والغضب، والمقصود هو الرضا بما قسم الله لك من رزق ومن تقدير ومن قوت، والرضا عن الله في المصائب والنوائب، والرضا عما أعطاك الله في هذه الدنيا من مال وجاه وسيادة ووجاهة، والرضا في البلواء والنعماء .

    فالرضا أن تكون راض عن كل ما يصيبك من الله تعالى، وتعلم حقيقة أنك عبد من عباد الله خلقك بقدرته، وله وحده التصرف فيك دون أن يُسأل عما يفعل فإن شاء عذبك وإن شاء رحمك. إن شاء أغناك وإن شاء أفقرك. إن شاء أعطاك وإن شاء منعك . إن شاء أعزك وإن شاء أذلك. إن شاء رفعك وإن شاء وضعك، والرضا أن تكون في كل هذه الأحوال راضياً ومسلماً وفرحاً بمراد الله واختياره لك.

    وعلامة الرضا سكون القلب بما ورد على النفس من المكروهات والمحبوبات. والرضا هو من أركان الإيمان التي لا يصلح الإيمان إلا به. والرضا هو من أفضل الأخلاق والصفات التي ينبغي أن يتحلى بها الإنسان المسلم.

    وكما جاء في الجامع الصغير للسيوطي رحمه الله تعالى: ألا إن خير الرجال من كان بطيء الغضب سريع الرضا، وشر الرجال من كان سريع الغضب بطيء الرضا.

    وكما قال بن عطاء الله السكندري رحمه الله: الرضا هو باب الله الأعظم وجنة الدنيا وهو مستراح العارفين .

    والرضا يظهر عند المصائب والنوائب والبلايا هنا يظهر الرضا عن الله وهنا تظهر حقيقة الإيمان، فالمؤمن الحق يعلم أن الله عندما ابتلاه فإنه أحبه ولولا محبته لما ابتلاه وكما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله r قال: إن عِظَمَ الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط )) ([7]).‏

    وقال رسول الله r : ثلاث يدرك بهن العبد رغائب الدنيا والآخرة: الصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، والدعاء في الرخاء)) ([8]).‏

    وقال رسول الله r : خمس من الإيمان؛ من لم يكن فيه شيء منهن فلا إيمان له: التسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله؛ والتوكل على الله، والصبر عند الصدمة الأولى )) ([9]).‏ وكان رسول الله r يدعو : اللهم رضني بقضاءك .

    وجاء في كتاب الغنية للشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: وأما الرضا فالأصل فيه قول الله عز وجل ﮋ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﮊ وقال: الراضي هو الذي لا يعترض على تقدير الله عز وجل.

    والرضا على أنواع وهي:

    أولاً: أن ترضى بالله رباً وبالإِسلام دِيناً، وبمُحَمَّدٍ r رَسُولاً وهذا مطلوب من كل مسلم يشهد ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله r ومن لم يرضى بهذا فقد كفر.

    ثانياً: أن ترضى بالقدر خيره وشره وهو من أساسيات الإيمان ولا يكتمل الإيمان إلا به. كما جاء في حديث جبريل المشهور في صحيح مسلم فكان من الحديث : قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ!. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِالله، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآخر، وَتُؤْمنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرّهِ. ويدخل في هذا أن ترضى بالنوائب من موت ومرض وسقم ونقص وفقر وقلة وتسلم لله وتفرح ولا تجزع ولا تسخط ولا تغضب وان ترضى بالنعم وتشكر الله عليه.

    ثالثاً: الرضا بالدون بين الناس كالجلوس في المجالس والدون بين إخوتك في حضرة شيخك.

    ولو أردنا أن نتكلم في الرضا لما وسعتنا عشرات الصفحات ولكن نكتفي بهذا القدر في بيان الرضا.

    الصـبر: وهو لسيدنا أيوب عليه السلام

    والصبر معروف لا يحتاج لمن يتكلم عنه، فهو من شعب الإيمان، وهو من علامات الإيمان، وقد أمر الله الأنبياء والمرسلين به، وكما جاء في الحديث الشريف: الصبر نصف الإيمان. وورد أيضاً أن الإيمان شطران الصبر شطر والشكر شطر ولو أردنا أن نسرد الأحاديث والأخبار الواردة في الصبر لما وسعتنا عشرات الصفحات ولكن نكتفي بذكر أنواع الصبر التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم الصوفي الحق وهي:

    · الصبر على الطاعات: بأن يجاهد المتصوف نفسه ويرغمها على التمسك بمنهج الله تعالى، والتمسك بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، والتحلي بالآداب والأخلاق الفضيلة، وكل ما أمر الله به في الكتاب والسنة، ولا يتركها مهما كانت صعبة وثقيلة على النفس، وكما ورد عن أنس رضي الله عنه عن الرسول r قالSad( حُفّتِ الْجَنّةُ بالْمَكارِهِ وَحُفتِ النّارُ بالشّهَوَات )) ([10]).‏

    · الصبر عن المعاصي: بأن يجاهد المتصوف نفسه ويرغمها على الابتعاد عن كل ما نهى الله عنه في كتابه وعلى لسان نبيه r. ولا يقترب من حدود الله تعالى.

    · الصبر على مخالطة الناس وتحمل أذاهم: بأن يصاحب المتصوف الناس بالمعروف والخلق الحسن، كما جاء عن أي ذر رضي الله عنه عن الرسول r قالSad( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُما كُنْتَ، وأتْبعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَة تَمْحُها، وخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ )) ([11]).‏ وكما أمر الله تعالى ( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) وقال تعالى: ﮋ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮊ [فصلت: ٣٤]

    · الصبر على قضاء الله تعالى: أن يصبر المتصوف على ما حل به من قضاء الله تعالى من مصائب ونوائب وكرب وهموم من موتٍ وغرقٍ وحرقٍ وأمراضٍ وكل مصائب الدنيا. وليعلم أن الله ليس بظلام للعبيد، وأنه إذا أحب عبداً ابتلاه وهو الله لا إله إلا هو الحي القيوم أرحم منك بنفسك وأرحم بك من أمك وأبيك.

    · الصبر على الفقر: أن يعلم المتصوف أن الدنيا إنما هي دار امتحان، وأنها لا تعدل عند الله جناح بعوضة، وأنه لن يأخذ منها شيء إلا العمل الصالح، وإذا رأى الأغنياء يقول لهم في الدنيا ولنا في الآخرة. ولا ينبغي أن تؤثر القلة على دينه، أو يصيبه بها تقصير عن واجباته، وكما قال سيدي عبد القادر الجيلاني : الفقير الصابر خير من الغني الشاكر والفقير الصابر الشاكر خير منهما.

    · الصبر على طلب العلم والتصوف: أن يبذل المتصوف كل جهده في تحصيل العلم الشرعي، وعلم التصوف بالمجاهدة والمصابرة دون أن يمل أو يكل فإن الصابرون يوفون أجورهم بغير حساب.



    الإشارة: وهي لسيدنا زكريا عليه السلام

    والمقصود بها الدعوة والإرشاد. والإشارة تأتي بمعنى الدلالة والتبيان، وفي اللغة أشار إلى الشيء أي دل عليه، وقد أوكل الله إرشاد مريم إلى زكريا وكفلها بها. فلذلك من شأن الصوفي إن يكون آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر أينما وجد، يشير للناس إلى طريق الله القويم ويدلهم عليه. فيكون فيه الخير أين ما وجد وأينما حل فيكون كالمطر للأرض الجدباء، وكالقمر يضيء للناس في ظلمة الليل، وكالنجوم يعرف الناس من خلالها طريقهم الصحيح .

    والدعوة إلى الله تعالى هي من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم لربه جل في علاه، كيف لا وهي عمل الأنبياء والمرسلين وقد قال الله في حق هذه الأمة ﮋ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﮊ [آل عمران: ١١٠]، وبهذا نالت أمتنا الشرف دون الأمم السابقة بقيامها بعمل الأنبياء والمرسلين وجاء عن رسول الله r عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسولَ اللّه r قال لعليّ رضي اللّه عنه: (( فَو َاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِداً خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ )) ([12]).‏وفي رواية: (( مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وغربت )) وفي رواية أخرى: (( خير لك من الدنيا وما فيها )).

    وقد سجل التاريخ سيرة أعلام التصوف بصحائف من ذهب في دعوتهم إلى الله تعالى ونشر دين الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها وتوعية الأمة في أوقات الأزمات كالإمام الغزالي والإمام الجيلاني والإمام الرفاعي وغيرهم من الرجال العظماء، وكيف أنهم كانوا من أنشط وأعظم رجال الدعوة في تاريخ هذه الأمة وقد بين هذا الشيخ أبو الحسن الندوي في كتابه رجال الفكر والدعوة وكذلك بين ذلك الشيخ ماجد عرسان الكيلاني في كتابه هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس . فلذلك من سلك منهج التصوف فعليه أن يكون داعياً إلى الله آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر وينبغي أن يتحقق فيه قول الشاعر :

    لله قـــوم إذا حلــوا بمنزلة حل السرور وسار الجود إن ساروا

    تحيا بهم كــل أرض ينزلون بها كأنهم في بقاع الأرض أمطـار

    ونـورهم يهتدي الساري لرؤيته كأنهم في ظــلام الليل أقـمار

    وتشتهي العين منهم منظراً حسناً كأنهم في أعين الناس أزهــار

    هكذا عرف التصوف وهكذا كان الصوفية . وهكذا انتشر الإسلام في أصقاع الأرض. فالصوفي ينبغي أن يكون كالأترجة طعمه حلو وريحه حلو. أما أن يكون المتصوف كسولاً خاملاً . فهذا ليس من التصوف في شيء .

    الغربة: وهي لسيدنا يحيى عليه السلام

    ومن معاني الغربة ما جاء في عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسولَ اللّه r بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك )) ([13]).‏ وقال رسولَ اللّه r: (( إِنّ الدّينَ بَدَأَ غَرِيباً وَيَرْجِعُ غَرِيباً فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النّاسُ مِنْ بَعْدِي مِنْ سُنَتِي )) ([14]).‏وفي رواية أن الصحابة (( قالوا: يا رسول الله وما الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، ولا يمارون في دين الله، ولا يكفرون أحداً من أهل التوحيد بالذنب )).

    فالغرباء: هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من السنة ويحيون ما أمات الناس منها

    وقيل الغرباء: هم الذين يهاجرون إلى الله بكليتهم فيكون حالهم كله لله ومع الله وفي سبيل الله .

    وقيل هم المسلمون في أوله وآخره الذين يتحملون أذى الناس وهذه الصفات كلها ينبغي أن يتحلى بها الصوفي الحق ويجب أن يتمسك بالسنة النبوية ولا يتركها لا سيما في آخر الزمان الذي أمات فيه الناس السنة وأحيوا البدعة ويبنغي أن يهاجر إلى الله تعالى بقلبه وبنفسه وإن لزم الأمر هاجر من أرضه إن عدم فيها الخير إلا إذا كان قادراً على الإصلاح والإرشاد والنصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما إن عجز عن ذلك فقد وجبت عليه الهجرة.

    والغريب الحق هو الذي يعيش بباطنه زاهداً في الدنيا وشهواتها ومشتاقاً للآخرة ونعيمها لأنها هي موطنه الأصلي وهي دار القرار ودار المقامة مع الأخيار، ويعيش في الدنيا ولا يطمع منها بأكثر من حاجته لها، يكتفي بما يبلغه سفره وعودته إلى وطنه الأصلي، فهو كعبد أرسله سيده في حاجة فهو إما غريب أو عابر سبيل، فحقه أن يبادر لقضائها ثم يعود إلى وطنه وهذا أصل عظيم في قصر الأمل، وأن لا يتخذ الدنيا وطناً وسكناً بل يكون فيها على جناح سفر مهيأ للرحيل، وقد اتفقت على ذلك وصايا جميع الأمم، وفيه حث على الزهد والإعراض عن الدنيا، والغريب المجتهد في الوصول إلى وطنه لا بدّ له من مركب وزاد ورفقاء وطريق يسلكها، فالمركب نفسه ولا بدّ من رياضة المركوب ليستقيم للراكب والزاد التقوى والرفقاء الذين أنعم اللّه عليهم من النبيين والصديقين والصالحين، وإذا سلك الطريق لم يزل خائفاً من القطاع الذين يقطعون عليه طريقه، فهذا هو حال أهل الله تعالى وصدق الذي قال:

    ليس الغريب غريب الشام واليمن إن الغريب غريب اللحد والكفن

    سفـري بعيد وزادي لن يبلغـني وساعتي قربت والموت يطلبنـي

    وفي الختام فالموطن الأصلي لنا هو القبر والدار الآخرة، وما نحن في الدنيا إلا عابري سبيل، وكذلك ينبغي أن يشعر الإنسان بغربته في الدنيا، والغريب دائما يحن إلى وطنه وينبغي أن يحن الصوفي ويشتاق إلى العودة لوطنه ولقاء الأحبة، كذلك يحن الصوفي الصادق للقاء ربه فلا راحة للمؤمن إلا بلقاء ربه كما جاء في الحديث الشريف، فالمؤمن الصادق دائماً يشتاق للقاء الله.

    ويعبر عنها عند الصوفية بالخلوات والمجاهدات والانقطاع عن الخلق والاعتكاف للعبادة كما كان يفعل رسول الله r في غار حراء كان يشعر بالغربة في مكة المكرمة التي تعبد الأصنام وتعيش في الشرك والوثنية فكان يتغرب عنها إلى غار حراء لينقطع إلى ربه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

    لبس الصوف: وهو لسيدنا موسى عليه السلام

    ولبس الصوف هو دأب الأنبياء عليهم السلام وشعار الأولياء والأصفياء هذا كثير في الروايات، وقد أثر عن الحسن البصري رضي الله عنه يقول: أدركت سبعين بدرياً كان لبسهم الصوف.وجاء في فيض القديرSad(وقال الحسن البصري: من لبس الصوف تواضعاً للّه زاده نوراً في بصره وقلبه ومن لبسه إظهاراً للزهد في الدنيا والتكبر به على الإخوان في نفسه كوّر في جهنم مع الشياطين وقال:ما كل الناس يصلح للبس الصوف لأنه يطلب صفاء ومراقبة للّه وقيل له مرة: ما سبب لبسك الصوف؟ فسكت. فقيل: ألا تجيب؟ قال: إن قلت زاهداً في الدنيا زكيت نفسي أو فقراً وضيقاً شكوت ربي.

    وروى ابن عساكر عن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي r : (( من لبس الصوف، وانتعل المخصوف، وركب حماره وحلب شاته، وأكل معه عياله، فقد نحى الله عنه الكبر، أنا عبد بن عبد، أجلس جلسة العبد، وآكل أكل العبد، إني قد أوحي إلي أن تواضعوا، ولا يبغي أحد على أحد، إن يد الله مبسوطة في خلقه، فمن رفع نفسه وضعه الله، ومن وضع نفسه رفعه الله، ولا يمش امرؤ على الأرض شبراً يبتغي به سلطان الله إلا كبه الله)).

    وروى البيهقي عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (( توفى رسول الله r وإن نمرة من صوف تنسج له )).

    وروى ابن ماجه والحاكم أن النبي r : (( أكل خشنا ولبس خشنا لبس الصوف، واحتذى المخصوف قيل للحسن ما الخشن؟ قال: غليظ الشعير، ما كان صلى الله عليه وسلم يسيغه إلا بجرعة من ماء )).

    وروى الترمذي والحاكم مرفوعاً: (( أنه كان على موسى يوم كلمه ربه كساء صوف، وجبة صوف، وكمة صوف، وسراويل صوف، وكانت نعلاه من جلد حمار ميت. والكمة بضم الكاف وتشديد الميم: القلنسوة الصغيرة )).

    وروى الحاكم موقوفاً على عبد الله رضي الله عنه قال: (( كانت الأنبياء لا يستحيون أن يلبسوا الصوف ويحلبوا الغنم ويركبوا الحمير)).

    وروى ابن ماجه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((خرج علينا رسول الله r ذات يوم وعليه جبة من صوف ضيقة الكمين، فصلى بنا فيها ليس عليه شيء غيرها )).

    وروى البيهقي مرسلا عن الحسن قال: (( كان رسول الله r في مروط لنسائه، وكانت أكسية من صوف مما يشتري بالستة والسبعة، وكن نساؤه يأتزرن بها )).

    وروى مسلم وغيره أن رسول الله r : (( خرج وعليه مرط مرحل من شعر أسود والمرط كساء يؤتزر به، وقد يكون من صوف، وقد يكون من خز، والمرحل هو الذي فيه صور رحال الجمال )).

    وليس المقصود بلبس الصوف الصوف بعينه بل المقصود الحقيقي الرضا بالبسيط من الثياب والزهد في الثياب الفاخرة وأسوتنا في ذلك رسول الله وأصحابه من بعده وذكرنا الصوف هنا لأننا لو رجعنا إلى تاريخنا لم يكن هناك هذه الأنواع من القماش كان هناك الحرير والقطن والصوف هذه أشهر الأقمشة ولم تكن تصنع بهذه الجودة الموجودة الآن فكان الأكابر والأغنياء يلبسون الحرير والقطن وأفضل الألبسة والفقراء لا يجدون إلا الصوف فزهد العلماء والصالحون بلباس أهل الدنيا ولبسوا الصوف، والصوف هو أرخص الثياب ونحن لا نطالب الآن بلبس الصوف لا! البس ما شئت ولكن تواضع وليكن لباسك لستر العورة وعملا بالفطرة وأجتنب التفاخر والتكبر على الناس.

    والغاية من لبس الصوف أو الرخيص من الثياب هو التواضع لله تعالى والتذلل له والتواضع للفقراء والمساكين، وعدم التكبر عليهم ولا الظهور بالعظمة أمامهم.

    وقد يقول البعض معترضاً على هذا الكلام: إن الله يحب أن يرى نعمته على خلقه. وإن الله لم يأمر بهذا وأمرنا بالزينة وأكل الطيبات. نعم صحيح ولكن لم ينهانا عن التقشف ولو رجعنا إلى تاريخ أمتنا وبالذات حياة النبي r وخلفائه الراشدين وأصحابه الكرام كيف كان لباسهم وكيف كانت حياتهم. لقد زهدوا في الدنيا ورضوا بالقليل منها مع أنهم كانوا قادرين على أن يتنعموا من نعيم الدنيا بما شاءوا. ولكنهم آثروا نعيم الآخرة فقد أثر الحصير بجنب رسول الله r وكذلك الصحابة . فمن أراد الخير والهدى والنور تتبع خطاهم وتقفى أثرهم .



    السياحة: وهي لسيدنا عيسى عليه السلام

    والمقصود منها السفر والتنقل والتجوال سعياً وراء العلم والعلماء والأولياء لكسب العلم والعمل، وللتأدب وكسب الأخلاق، ونشر الخير بين الناس والخروج في سبيل الله تعالى. فالسياحة كانت من شأن الأنبياء والمرسلين والعلماء العاملين والدعاة المخلصين، فكان سيدنا عيسى عليه السلام يسيح في البلاد داعياً إلى الله ناشراً لدينه ولهذا سمي بالمسيح. وكذلك نبي الله موسى عليه السلام فقد ساح مع الخضر عليه السلام في رحلة عظيمة جاءت بنص قرآني ليتعلم منه ما علمه الله، وسيدنا محمد r كان يسوح في مكة المكرمة وسافر إلى الطائف ثم هاجر إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.

    أما الصحابة رضي الله عنهم فكان لهم شأن عظيم فقد كان في حجة الوداع مائة وعشرون ألفاً عندما سمعوا قول الرسول r بلغوا عني ولو آية، انتشروا في مشارق الأرض ومغاربها مبلغين دين الله، وقبورهم التي تنتشر في أصقاع الأرض تشهد لهم بهذا. والسياحة من شأن علماء الأمة كالشافعي وأحمد بن حنبل والبخاري والترمذي والغزالي والكثير من العلماء، والتصوف هو من أجل العلوم كما بينا سابقاً لذا ينبغي أن يسيح المتصوف ويسافر بحثاً عن هذا العلم الشريف ليأخذه من رجاله الثقات الذين تنورت قلوبهم بهذا العلم الشريف العظيم، وعلى رأسهم إمامنا وشيخنا الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه فقد هاجر من جيلان إلى بغداد بحثاً عن هذا العلم وبحثاً عن العلم الشرعي وبقي يسيح في بغداد وعلى ضفاف دجلة بضع سنين حتى فتح الله عليه فتصدر بعد ذلك للدعوة والإرشاد، وصفحات التاريخ مليئة بالصفحات المشرقة من حياة الأولياء والصالحين والعلماء العاملين ورحم الله الشافعي الذي بين فوائد السفر بقوله المشهور:

    تغرَّبْ على اسمِ اللّهِ والتمسِ الغنى وسافرْ، ففي الأسفارِ خمسُ فوائدِ

    تـفريجُ هـمٍ واكتسـابُ معيشةٍ وعـلمٌ وآدابٌ ورِفْقةُ ماجـدِ

    فإن قيلَ في الأسفارِ ذُلٌ وغـربةٌ وتشتيتُ شَمْلٍ وارتكاب شدائدِ

    فللموتُ خـيرٌ للفتـى مُقامـهِ بدارِ هـوانٍ بين ضِدٍ وحـاسدِ



    الفقر: وهو لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

    كلمة فقير هي مصطلح عند الصوفية تطلق على الصوفي، وسمي الفقير لفقره إلى الله وكلنا فقراء إلى الله، والمعتصم بالفقر وهو على ثلاثة أشياء صيانة فقره، وحفظ سره، وإقامة دينه. والفقر: هو نفض اليد من الدنيا وصيانة القلب من إظهار الشكوى. وهو عبارة عن فقد ما يحتاج إليه. وقال الصوفية هو الأنس بالمعدوم والوحشة بالمعلوم.

    لكن هناك من لم يشعر ويحس بفقره إلى الله حقيقة بل يعيش معتمداً على نفسه يظن أنه هو الذي يسير نفسه كما حدث مع قارون، والصوفي مداره كله حول فقره إلى الله ومحبته ورضاه فسمي الفقير، وكذلك لفقرهم وعزوفهم عن الدنيا، أكلهم فاقة ونومهم غلبة فالمقصود ليس الفقر مادة.

    وهذه الخصلة إنما أخذت عن رسول الله r الذي اختار الفقر مع العبودية وقد عرضت عليه خزائن الأرض. قال عليه السلام: (( عرض عليّ مفاتيح خزائن الأرض فاستفتيت أخي جبريل عليه السلام بذلك فأشار إليّ بالتواضع فقلت: أكون عبداً أجوع يوماً وأشبع يوماً فإذا جعت صبرت وإذا شبعت شكرت وكان النبي r يقول: اللهم أحبني مسكيناً وأمتني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين )) ([15]).‏

    وكذلك من معاني الفقر أن لا ينشغل بجمع المال والدنيا بل يأخذ من المال ما يكفيه لقضاء حوائجه وحوائج عياله وما هذا المال إلا أمانة استودعها الله عندنا فنحن فقراء لا نملك شيئا

    ومن المعاني أيضا أن يكون الصوفي فقيرا لا يملك من أمره شيئا الأمر كله لله والفقير هو الذي لا يملك والصوفي ينبغي أن لا يملك من أمره شيئا بل يسلم أمره لله . وعيه أيضاً بصحبة الفقراء والمساكين وان يتواضع لهم . ويخفض جناحه لهم . وهذا كان حال سيدنا محمد r فقد أمره الله أن يكون معهم فقال الله تعالى:ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﮊ

    وكان سيدنا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه يحب الفقراء والمساكين ويولم لهم الطعام، ويجلس معهم، وكان إذا دخل عليه فقير قام واستقبله على الباب وقضى حاجته وفرج كربته، وكانوا يجلسون بمجلسه وهذا هو شأن الصالحين فمن أراد أن يكون منهم فعليه بمنهجهم وطريقهم الذي يوصله لباب الحضرة الإلهية. نسأل الله أن يجعلنا من الفقراء إليه والحمد لله رب العالمين .



    1) رواه الهندي في كنز العمال والعجلوني في كشف الخفاء عن الجواهر المجموعة في النوادر المسموعة للسخاوي رحمه الله.

    2) رواه الطبراني في الكبير عن عمار بن ياسر، وابن النجار عن أنس.

    3) رواه الدارقطني في الأفراد والبيهقي في شعب الإيمان عن علي ابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة أبو نعيم في الحلية عن جابر الخطيب في التاريخ عن أبي سعيد ابن عساكر عن أنس والديلمي في مسند الفردوس عن معاوية وصححه السيوطي وقال: حسن

    4) رواه الطبراني في الكبير عن عمران بن حصين، والدارقطني عن أبي سعيد الخدري.

    5) رواه الديلمي عن عائشة مرفوعا بسند ضعيف، ورواه الدارقطني في الأجواد وأبو الشيخ وابن عدي، لكن ليس عند أولهم وحسن الخلق،.

    6) رواه الترمذي عن أبي هريرة والبيهقي في شعب الإيمان عن جابر والطبراني في الأوسط عن عائشة .

    7) رواه الترمذي عن انس رضي الله عنه .

    Cool رواه ابن حبان عن عمران بن حصين .

    9) رواه البزار عن ابن عمر .

    10) متفق عليه .

    11) رواه الترمذي .

    12) رواه البخاري ومسلم .

    13) رواه البخاري .

    14) رواه صحيح مسلم وابن ماجة عن أبي هريرة والترمذي وابن ماجة عن ابن مسعود .

    15) رواه الترمذي وح

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 3:00 pm