كان منهج الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه نموذج الأوصياء ، المتصدر في منصة المعالي فوق قمة المجد الباهر ، سيدي الإمام أحمد الرفاعي الكبير رضي الله تعالى عنه ، على ما كان عليه جده المصطفى عليه الصلاة والسلام فقد كان منهاجه :
الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
فقد كان أميراً في ثوب مسكين ، جبلاً راسخاً في الاتباع المحمدي ، لم يلتفت للغير فلم تأخذه غياهب الدعاوي .
كان يحترم الكبير والصغير ؛ فلا يخاطب الصغير إلا بسيدي .
كثير الذكر والصلاة .و كثير الافتقار إلى الله ، حتى نال بالله الغنى والعز .
تجرد لخدمة الشريعة عن كل شيء فكان كالعصب المهند ، فشدَّ بالطريق فخاره ، وجدد بهمته آثارها .
وكان للحقيقة البيضاء والطريقة السمحاء الحصن الحصين .
يجبر المنكسر ، ويعالج المريض ، ويصل الرحم .
رنت له نوبة التجديد في كل قطر قريب وبعيد ، وغنت له بلابل التغريد ، بصنوف دقائق التمجيد في كل صعيد ، وحفلت به كابر الحظائر من أولي الباطن والظاهر ، فاستفاض منه قروم الدوائر ، من كل غائب وحاضر ، فافاض على الكل من فيض فضل الله وأتحف جماهيرهم من سحاح كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكان في بيت النبوة قرة عين ، وفي عقود الحسبين يتيمة السلكين .
وعرج بهمته عن كل ما يخالف السنن ، وقطع بهمته حبال القواطع التي تطرأ على السالكين من زفرة نفس أو ثورة غرور ، وأخرج عوائق هممهم بقوة شرع الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب النور ، فطاب السير للسالكين على طريقه ، فكتبت يد العناية على مريديه ومحبيه ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) .
كان كلما ازداد حصة من شرب حضرة القرب ازداد كمالاً ، و كمل حاله على مقامه واتسعت في ميدان التمكن مجاله ، فزداد تواضعاً لله والخلق .
كانت نفسه في منازل الخدمة سيارة ، وروحه في فضاء القرب طيارة ، لذلك كان مذهبه في الأرض مشهور ، وعلمه في أقطار الأرض منشور .
نال بعلمه وأخلاقه رتبة الدعوة ، فجعله الله للمتقين قدوة ، فلا يزال في التلاميذ والسالكين تظهر كرماته وأخلاقه ، وتزهر في الآفاق أنواره .
من اقتدى به اهتدى ، ومن أنكر عليه ظلمَ واعتدى .
كان إماماً عالماً كاملاً مرشداً ، عارفاً بالله تعالى ؛ فإن ذكرته مع المحققينَ كان تاجهم ، وإن ذكرته مع العارفين كان أميرهم .
تولَّ الفقراء وعلم التلاميذ وإرشد المريدين ، بإقوى قواعد التمكين ، ففتح الله به أقفال غوامض إشارات المحققين .
نور ببصيرته قلوب السالكين ، وأطلعهم على الأسرار ، وصانهم عن الأغيار ، وسترهم عن أعين الفجار .
أفردته العناية الربانبة بالمزايا الجلية ؛ فنال الهمة الفعالة ، والروح الجوالة ، والعين البصيرة ، والنخوة والغيرة .
من أقوال الإمام الكبير أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه :
قال لابن بنته السيد إبراهيم الأعزب قدس الله سره : ما أخذ جدك طريقاً لله إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن من صحت صحبته مع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبع آدابهُ وأخلاقهُ وشريعتهُ وسنتهُ ، ومن سقط من هذه الوجوه ، فقد سلك سبيل الهالكين .
وكان كثيراً ما يوصي المريدين باتباع السنة المطهرة نذكر بعضاً من وصاياه :
السنة المحمدية روح العارف ، بها يقوم وبها يقعد ، وهي منار الباب العارفين ، فإن مشيد أركانها ، ورافع بنيانها ، عليه الصلاة والسلام لم ينطق عن الهوى ، بل هوى جلجلة ( ما زاغ البصر وما طغى ) .
وكان رضي الله تعالى عنه يقول :
أخذ الله العهد على روح أحيمد العبد الاش ، أن لا تقف عند سفاسف الأمور ، إلا من علت في الله همته ؛ علت عند الله مرتبته ، ومن وقف مع غرضه ما عوفي من مرضه ، ومن لم يصرع صنوف الحادثات بكف الطرف عنها ارتياحاً لموجودها ، وانبساطاً به فهو عن حلاوة الإيمان ، وعن مذاق شراب الهمة بمعزل ، ولا يخطفنك حثى لك على علو الهمة أن تهمل العلم بحال الضعاف والفقراء وحرفهم وصنائعهم ، وما هم عليه من عاداتهم وأمور معاشهم ، فإن العلم بذلك والعمل به ، والتحقق بكله ، والوقوف على سره والترقي إلى ما غاية له إلا الشرع ؛ إنما هو من علو الهمة ، ومن بوارق أسرار النبوة هؤلاء الأنبياء العظام عليهم الصلاة والسلام كلهم رعوا الغنم ، ومنهم نبينا عليه الصلاة والسلام سيد العرب والعجم ؛ لتطرق طرائق الأمم والعلم بأحوال طوائفهم ، وللأدار على سياسة عوالمهم ، وللتدرب بالرفق ومسالكه ، حتى بشأن الحيوانات الغير ناطقة ، بل وللتسلق إلى نسج خدر الهمة بالرفق العام في حق كل بارزٍ وطامس ٍ عيني وغيبي ؛ ليكون ذلك السيد رحمة عامة على خلق الله ، وبحراً فياضاً هنياً مريئاً ، يسح على ملك الله ، وهذا طريق الوارثين الذين أثابهم الله الفتح ، وأوصلهم بحبال الرسل ، وجعلهم نواباً عنهم ، وجمع عليهم أمرهم ، وحققهم بالتخلق بأخلاق درة قلادة المرسلين وأكرمهم على رب العالمين سيدنا محمد النبي الامين عليه الصلاة والسلام ، الملك البر المعين .
ولقد وضع الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه منهاج الخليفة الذي ينوب عنه قال الله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً ) فقال :
( أي حبيبي تظن أن هذه الطريقة تورث من أبيك ، تتسلسل من جدك ، تأتيك باسم بكر وعمرو ، تصرُ لك في وثيقة حسبك تنقش لك على جيب خرقتك على طرف تاجك ، حسبت هذه البضاعة ثوب شعر ؟ وتاجاً وعكازاً ودقناً وعمامةً كبيرة ؟ وزياً صالحاً ، لا والله أن الله لا ينظر إلى كل هذا ينظر إلى قلبك كيف يفرغ في سره وبركة قربه . وهو غافل عنه بحجاب التاج بحجاب الخرقة بحجاب السبحة بحجاب العصا بحجاب المسوح . ايش هذا العقل الخالي من نور المعرفة . ايش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل ، ما عملت بأعمال الطائفة وتلبس لباسهم يا مسكين ).
فكان من ثمرة منهاج الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه أن تخرج من رواقه ورباطه كبار علماء وأولياء زمانهم فمنهم :
الإمام أبو شجاع صاحب المتن المشهور في الفقه الشافعي ، والإمام محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي ، والإمام الحجة عمر أبو الفرج عز الدين الفاروثي الواسطي ، والإمام أبو زكريا يحيى العسقلاني الحنبلي ، والإمام أبو الفتح الواسطي ، والشيخ حسن الراعي ، والإمام جمال الدين الخطيب ، والولي الكبير إبراهيم الأعزب ، والشيخ يعقوب الواسطي ، والإمام حياة بن قيس الحراني ، والإمام عدي بن مسافر ، والإمام عماد الزنجي ، والإمام الفقيه عبد المحسن الواسطي ، والإمام تقي الدين الواسطي ، والشيخ صالح بن بكران ، والشيخ جعفر الخزاعي المغربي ، والشيخ سعد البرزباني ، والشيخ عمر الهروي ، والشيخ علي بن نعيم ، وغيرهم الخلق الكثير.
* فمن الله على طريقة سيدي الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه أنها باقية إلى الآن .
( من كتاب الفيوضات المحمدية على الطريقة الرفاعية لفضيلة الشيخ فواز الطباع الحسني حفظه الله تعالى ) .
الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
فقد كان أميراً في ثوب مسكين ، جبلاً راسخاً في الاتباع المحمدي ، لم يلتفت للغير فلم تأخذه غياهب الدعاوي .
كان يحترم الكبير والصغير ؛ فلا يخاطب الصغير إلا بسيدي .
كثير الذكر والصلاة .و كثير الافتقار إلى الله ، حتى نال بالله الغنى والعز .
تجرد لخدمة الشريعة عن كل شيء فكان كالعصب المهند ، فشدَّ بالطريق فخاره ، وجدد بهمته آثارها .
وكان للحقيقة البيضاء والطريقة السمحاء الحصن الحصين .
يجبر المنكسر ، ويعالج المريض ، ويصل الرحم .
رنت له نوبة التجديد في كل قطر قريب وبعيد ، وغنت له بلابل التغريد ، بصنوف دقائق التمجيد في كل صعيد ، وحفلت به كابر الحظائر من أولي الباطن والظاهر ، فاستفاض منه قروم الدوائر ، من كل غائب وحاضر ، فافاض على الكل من فيض فضل الله وأتحف جماهيرهم من سحاح كرم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فكان في بيت النبوة قرة عين ، وفي عقود الحسبين يتيمة السلكين .
وعرج بهمته عن كل ما يخالف السنن ، وقطع بهمته حبال القواطع التي تطرأ على السالكين من زفرة نفس أو ثورة غرور ، وأخرج عوائق هممهم بقوة شرع الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب النور ، فطاب السير للسالكين على طريقه ، فكتبت يد العناية على مريديه ومحبيه ( إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ) .
كان كلما ازداد حصة من شرب حضرة القرب ازداد كمالاً ، و كمل حاله على مقامه واتسعت في ميدان التمكن مجاله ، فزداد تواضعاً لله والخلق .
كانت نفسه في منازل الخدمة سيارة ، وروحه في فضاء القرب طيارة ، لذلك كان مذهبه في الأرض مشهور ، وعلمه في أقطار الأرض منشور .
نال بعلمه وأخلاقه رتبة الدعوة ، فجعله الله للمتقين قدوة ، فلا يزال في التلاميذ والسالكين تظهر كرماته وأخلاقه ، وتزهر في الآفاق أنواره .
من اقتدى به اهتدى ، ومن أنكر عليه ظلمَ واعتدى .
كان إماماً عالماً كاملاً مرشداً ، عارفاً بالله تعالى ؛ فإن ذكرته مع المحققينَ كان تاجهم ، وإن ذكرته مع العارفين كان أميرهم .
تولَّ الفقراء وعلم التلاميذ وإرشد المريدين ، بإقوى قواعد التمكين ، ففتح الله به أقفال غوامض إشارات المحققين .
نور ببصيرته قلوب السالكين ، وأطلعهم على الأسرار ، وصانهم عن الأغيار ، وسترهم عن أعين الفجار .
أفردته العناية الربانبة بالمزايا الجلية ؛ فنال الهمة الفعالة ، والروح الجوالة ، والعين البصيرة ، والنخوة والغيرة .
من أقوال الإمام الكبير أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه :
قال لابن بنته السيد إبراهيم الأعزب قدس الله سره : ما أخذ جدك طريقاً لله إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن من صحت صحبته مع سر رسول الله صلى الله عليه وسلم اتبع آدابهُ وأخلاقهُ وشريعتهُ وسنتهُ ، ومن سقط من هذه الوجوه ، فقد سلك سبيل الهالكين .
وكان كثيراً ما يوصي المريدين باتباع السنة المطهرة نذكر بعضاً من وصاياه :
السنة المحمدية روح العارف ، بها يقوم وبها يقعد ، وهي منار الباب العارفين ، فإن مشيد أركانها ، ورافع بنيانها ، عليه الصلاة والسلام لم ينطق عن الهوى ، بل هوى جلجلة ( ما زاغ البصر وما طغى ) .
وكان رضي الله تعالى عنه يقول :
أخذ الله العهد على روح أحيمد العبد الاش ، أن لا تقف عند سفاسف الأمور ، إلا من علت في الله همته ؛ علت عند الله مرتبته ، ومن وقف مع غرضه ما عوفي من مرضه ، ومن لم يصرع صنوف الحادثات بكف الطرف عنها ارتياحاً لموجودها ، وانبساطاً به فهو عن حلاوة الإيمان ، وعن مذاق شراب الهمة بمعزل ، ولا يخطفنك حثى لك على علو الهمة أن تهمل العلم بحال الضعاف والفقراء وحرفهم وصنائعهم ، وما هم عليه من عاداتهم وأمور معاشهم ، فإن العلم بذلك والعمل به ، والتحقق بكله ، والوقوف على سره والترقي إلى ما غاية له إلا الشرع ؛ إنما هو من علو الهمة ، ومن بوارق أسرار النبوة هؤلاء الأنبياء العظام عليهم الصلاة والسلام كلهم رعوا الغنم ، ومنهم نبينا عليه الصلاة والسلام سيد العرب والعجم ؛ لتطرق طرائق الأمم والعلم بأحوال طوائفهم ، وللأدار على سياسة عوالمهم ، وللتدرب بالرفق ومسالكه ، حتى بشأن الحيوانات الغير ناطقة ، بل وللتسلق إلى نسج خدر الهمة بالرفق العام في حق كل بارزٍ وطامس ٍ عيني وغيبي ؛ ليكون ذلك السيد رحمة عامة على خلق الله ، وبحراً فياضاً هنياً مريئاً ، يسح على ملك الله ، وهذا طريق الوارثين الذين أثابهم الله الفتح ، وأوصلهم بحبال الرسل ، وجعلهم نواباً عنهم ، وجمع عليهم أمرهم ، وحققهم بالتخلق بأخلاق درة قلادة المرسلين وأكرمهم على رب العالمين سيدنا محمد النبي الامين عليه الصلاة والسلام ، الملك البر المعين .
ولقد وضع الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه منهاج الخليفة الذي ينوب عنه قال الله تعالى (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيراً وأعظم أجراً ) فقال :
( أي حبيبي تظن أن هذه الطريقة تورث من أبيك ، تتسلسل من جدك ، تأتيك باسم بكر وعمرو ، تصرُ لك في وثيقة حسبك تنقش لك على جيب خرقتك على طرف تاجك ، حسبت هذه البضاعة ثوب شعر ؟ وتاجاً وعكازاً ودقناً وعمامةً كبيرة ؟ وزياً صالحاً ، لا والله أن الله لا ينظر إلى كل هذا ينظر إلى قلبك كيف يفرغ في سره وبركة قربه . وهو غافل عنه بحجاب التاج بحجاب الخرقة بحجاب السبحة بحجاب العصا بحجاب المسوح . ايش هذا العقل الخالي من نور المعرفة . ايش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل ، ما عملت بأعمال الطائفة وتلبس لباسهم يا مسكين ).
فكان من ثمرة منهاج الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه أن تخرج من رواقه ورباطه كبار علماء وأولياء زمانهم فمنهم :
الإمام أبو شجاع صاحب المتن المشهور في الفقه الشافعي ، والإمام محمد بن عبد السميع الهاشمي الواسطي ، والإمام الحجة عمر أبو الفرج عز الدين الفاروثي الواسطي ، والإمام أبو زكريا يحيى العسقلاني الحنبلي ، والإمام أبو الفتح الواسطي ، والشيخ حسن الراعي ، والإمام جمال الدين الخطيب ، والولي الكبير إبراهيم الأعزب ، والشيخ يعقوب الواسطي ، والإمام حياة بن قيس الحراني ، والإمام عدي بن مسافر ، والإمام عماد الزنجي ، والإمام الفقيه عبد المحسن الواسطي ، والإمام تقي الدين الواسطي ، والشيخ صالح بن بكران ، والشيخ جعفر الخزاعي المغربي ، والشيخ سعد البرزباني ، والشيخ عمر الهروي ، والشيخ علي بن نعيم ، وغيرهم الخلق الكثير.
* فمن الله على طريقة سيدي الإمام أحمد الرفاعي رضي الله تعالى عنه أنها باقية إلى الآن .
( من كتاب الفيوضات المحمدية على الطريقة الرفاعية لفضيلة الشيخ فواز الطباع الحسني حفظه الله تعالى ) .